ن الصدقة تطفئ غضب الرب) أي سخطه على من عصاه وإعراضه عنه ومعاقبته له (وتدفع مِيتة السوء) بأن يموت
مصرًّا على ذنب أو قانطاً من رحمة اللّه أو مختوماً له بسيء عمل أو نحو لديغ أو غريق أو حريق أو نحوهما مما استعاذ
منه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم. فللصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من
كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء. وكما أنها تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب
والخطايا كما تطفئ الماء النار . وفي الترمذي عن معاذ بن جبل قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ،
فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين ، ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً
وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} . والصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى ، فإن ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء
الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم
العيد (يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به
أنفسهن من النار . وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا
سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين
يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) . والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح
بها صدره، وقوي فرحه وعظم سروره ، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها
والمبادرة إليها . وقد قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}. والفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة
الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه ، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله
وحبه وإمساكه ، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله ، فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو إلى البخل والشح كامن في
النفس ، فمن بخل فقد أطاع شحه ومن لم يبخل فقد عصي شحه ووقي شره ، وذلك هو المفلح: {ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون} .
مصرًّا على ذنب أو قانطاً من رحمة اللّه أو مختوماً له بسيء عمل أو نحو لديغ أو غريق أو حريق أو نحوهما مما استعاذ
منه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم. فللصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من
كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء. وكما أنها تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب
والخطايا كما تطفئ الماء النار . وفي الترمذي عن معاذ بن جبل قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ،
فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين ، ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً
وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} . والصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى ، فإن ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء
الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم
العيد (يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به
أنفسهن من النار . وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا
سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين
يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) . والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح
بها صدره، وقوي فرحه وعظم سروره ، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها
والمبادرة إليها . وقد قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}. والفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة
الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه ، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله
وحبه وإمساكه ، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله ، فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو إلى البخل والشح كامن في
النفس ، فمن بخل فقد أطاع شحه ومن لم يبخل فقد عصي شحه ووقي شره ، وذلك هو المفلح: {ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون} .