وجدت نفسي أتخيلها
طفلة في الرابعة من عمرها
مختبئة بين جدران منزلها الصغير
في أحضان أم بائسة حزينة تبكي فراق زوجها...
تذرف دمعها كلما نظرت إلى اليتيمة الصغيرة التي تسأل ببراءة أين ذهبوا يا أمي؟؟
مسكينة هذه الطفلة
ومساكين كل الأطفال
الذين لم يذنبوا حين قدمو إلى دنيانا
خرجوا من ظلام الأمان في الدواخل
إلى النور...
ومن يدري ما مصدر هذا النور
ربما انفجار
ربما حروب
ربما شرار
عموما لم يعد النور أمانا كما كان
لو سألتموها طفلتكم
عن أي أماني ترويها
ستجيب بأنها حالمة
بدنيا جميلة تحويها
لاتسمع فيها طلقات
لاصوت ذخيرة يبكيها
أو دمعة أم بائسة
أرملة فقدت حاميها
الطفلة صارت تائهة
الطفلة صارت خائفة
تبكي تصرخ
ياأبتي مابال الدنيا
صارت كابوسا يحويها
يا أبتي أين الأحباب
ذهبو تركونا لا جدوى
من أي أسامي أناديها
رحلو تركونا يا أبتي
من دون ذنوب ندريها
يا أبتي البلدة هجروها
منازل لاصوت فيها
صامتة ياأبتي خوفا
من قنبلة تدوي
تنهيها
منازل كانت شامخة
صارت أنقاض بمن فيها
الطفلة تسأل خائفة
عن أبت يأتي ينجدها
عن بطل يحضر يحميها
آملة يوما أن تسأل
فيجيب لها صوت أبيها
رحم الله كل من استشهد دفاعا عن الدين والوطن
تحياتي لورا